نجح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والاتحاد الأوروبي "يويفا"، في إخماد ثورة الأندية الأوروبية الكبرى، والتي اشتعلت للمطالبة بزيادة مداخيلها من البطولات، بخطة ذكية زادت من المباريات الجماهيرية.Gettyمحمد سعيد
شكرًا "تشيفيرين الساذج" .. أطماع العدو الأكبر لدوري روشن تمنح السعودية انتصارًا ساحقًا بالمجان!
دوري روشن السعوديفقرات ومقالاتالنصرالأهليكريستيانو رونالدوالاتحادريال مدريددوري أبطال أوروباإيفان تونينيماركريم بنزيماكأس العالم للأنديةكأس العالمالسعودية الملاذ الأخير لنجوم القارة العجوز
نجح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والاتحاد الأوروبي "يويفا"، في إخماد ثورة الأندية الأوروبية الكبرى، والتي اشتعلت للمطالبة بزيادة مداخيلها من البطولات، بخطة ذكية زادت من المباريات الجماهيرية.
"الفيفا" تحت قيادة جياني إنفانتينو عمد إلى زيادة المداخيل بخطة تستهدف مشاركة عدد أكبر من الأندية والمنتخبات في بطولاته المختلفة والبداية كانت برفع عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم إلى 48 منتخبًا، وغيَّر كثيرًا من شكل كأس العالم للأندية لتقام بمشاركة 32 فريقًا بدلًا من النظام القديم الذي كان يشارك فيه 7 أبطال للاتحادات القارية.
وعلى نفس الشاكلة، قام الابن الشرعي الأصغر "يويفا"، بقيادة أليكساندر تشيفيرين، بزيادة عدد الأندية المشاركة في بطولات الأندية، فتحول نظام دوري أبطال أوروبا إلى إلغاء دور المجموعات والاستعاضة عنه بنظام الدوري ليزيد عدد الفرق المشاركة إلى 36 فريقًا بدلًا من 32 ومعه زادت المواجهات المثيرة بين الفرق الكبيرة، ونفس الأمر ينطبق على اليوروباليج والمؤتمر الأوروبي.
الموضوع يُستكمل بالأسفلالفكرة العامة من هذه الخطوات كانت إخماد ثورة كبار أوروبا المطالبين بإنشاء بطولة "السوبرليج" والتي كانت تشكل خطرًا داهمًا على سطوة "فيفا" و"يويفا"، لكن ما أن أغلق الاتحادان الكبيران الباب في وجه قادة هذه الثورة، حتى ولو مؤقتًا، ظهرت لهم شرارة مشتعلة تحت الرماد من حيث لا يتوقعون وهي ثورة غضب اللاعبين.
هذه الثورة وإن كان أخطر ما فيها هو تهديد النجوم بالإضراب، فهناك جانب آخر قد يعرض اليويفا لهزيمة ساحقة جديدة أمام منافس جديد وهو دوري روشن السعودي، وهو ما نوضحه بالتفصيل خلال السطور التالية..
أطماع الكبار تفجر غضب نجوم أوروبا
لم يكن اللاعبون في حسابات إنفانتينو وتشيفيرين، أثناء اتخاذ هذه القرارات التي كان جوهرها زيادة الأموال من خلال التسويق وبيع حقوق البث والرعاية، حيث بذلا جهدًا كبيرًا في تغيير شكل المسابقات ونظامها وروجا لها بشكل كبير، لكن زيادة هذا الكم من المباريات فتح على المسؤولين الذين يتحكمان في دفة كرة القدم العالمية أبواب من الجحيم.
وظهرت للجميع معاناة أندية كبيرة في أوروبا مثل مانشستر سيتي، ريال مدريد، تشيلسي، ليفربول، إنتر، برشلونة....، والتي تشارك في أغلب البطولات المحلية والقارية وتضم بين صفوفها لاعبين من الفئات المميزة التي تستدعى في كافة التوقفات الدولية لمنتخبات بلادها وتؤدي دورها في تلبية نداء الوطن خلال البطولات الكبرى للفيفا.
هذه الأندية الكبيرة هي التي تمتلك أكبر شعبية في عالم كرة القدم، والكلمة من لاعبيها أو المسؤولين تحرك ملايين من الجماهير ليس فقط في بلاده، لكن في العالم أجمع، لذلك كان إعلان اللاعبين لرفض سياسة زيادة المباريات دون حتى مشاورتهم، بمثابة شرارة غضب في نفوس النجوم.
رودري دعى لها وكارفخال دعم القرار 😱جوراديولا مع إضراب اللاعبين عن كرة القدم ❌pic.twitter.com/OtxA5wMClb
— GOAL Arabia (@GoalAR)September 20, 2024المشكلة الحقيقية، تكمن في أن لاعبين من الأندية والمنتخبات الكبرى من الممكن في ظل الروزنامة الجديدة، أن يصل عدد المباريات التي يشاركون في الموسم الواحد إلى 80 مباراة وربما أكثر!، وهي زيادة لا يمكن احتمالها بالنسبة للاعبين تعودوا على 50-60 مباراة على أقصى تقدير في الموسم.
هذا الأمر، سيجبر اللاعبين على لعب مباراتين على الأقل في الأسبوع ويقلص من مدة إجازاتهم السنوية وهي المتنفس الوحيد لحصولهم على الراحة، ومن ثم يهدد أغلبهم بقدر كبير من الإصابات الخطرة، لذا كانت التصريحات الغاضبة والتي وصلت إلى دعوات للإضراب هي الملجأ الأخير لهم.
دعوات إضراب في كل مكان.. ولكن!
بالفعل لوح لاعبو كرة قدم ومدربون بارزون بالإضراب احتجاجًا على جدول المباريات المزدحم،وكان الإسباني رودري هو صاحب الصوت الأعلى عندما تناول الأمر في مؤتمر صحفي، مؤكدًا أن اللاعبين قد يضربون عن اللعب في محاولة لوقف الارتفاع الكبير بعدد المباريات خلال الموسم المزدحم أصلًا.
واتفق معه مدربه ومواطنه بيب جوارديولا، الذي حث اللاعبين على قيادة المعركة من أجل التغيير في مواجهة مخاطر زيادة المباريات على الجدول الزمني للموسم، وبعدها انضم الحارس البرازيلي أليسون بيكر نجم ليفربول وجويل كوندي ظهير برشلونة وعشرات النجوم الذين أعلنوا التأييد لنفس الموقف.
وامتد الدعم لدعوات الإضراب، إلى مؤسسات كبرى مثل نقابة لاعبي كرة القدم الدولية ورابطة اللاعبين المحترفين بالدوري الإنجليزي، مؤكدين أن أقصى حد للمباريات خلال الموسم لأي لاعب يجب ألا يتجاوز 60 مباراة.
الدوري السعودي هو الملاذ الآمن للنجوم
لكن مثل هذه الدعوات لا تتعدى كونها صرخات في وجه منظومة رياضية هي الأقوى في العالم وتتحالف معها إدارات أندية تنفق الملايين بل المليارات وتنتظر العائد الضخم وتطمع في زيادته، لذلك سيكون محكوم عليها بالفشل أمام بطولات وتعاقدات تمت بالفعل وباتت في طور التنفيذ.
إذن ما هو الحل؟ كافة النجوم في أوروبا تحولوا إلى محترفين بنسبة 100% والتجربة أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن أفكار الانتماء لنادٍ بعينه واستكمال المسيرة للأبد معه أصبحت غير موجودة، وإلا لاستمر الأسطورتين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو في برشلونة وريال مدريد.
والحل الآن في يد النجوم المحترفين هو الهروب من هذا الجحيم والضغط الذي لا يرحمهم، إلى دول تكون مسابقاتها المحلية والقارية أقل في عدد المباريات، بشرط أن تمنحهم نفس الرواتب الضخمة وتضمن لهم النجومية والاحتفاظ بقيمتهم مع منتخبات بلادهم، وبالطبع كل هذه العوامل تتوفر في السعودية وليس أي دولة غيرها.
اشترك الآن على شاهد للاستمتاع بأبرز مباريات دوري روشن السعودي
تجربة أندية دوري روشن المدعومة من صندوق الاستثمار السعودي، التي انطلقت في الموسم الماضي وأثبتت نجاحًا كبيرًا في استقطاب أكبر النجوم حول العالم، فرضت نفسها بقوة كمنافس لأندية أوروبا في خطف اللاعبين الكبار، بل إن كثيرًا منهم هم من كانوا يسعون للانتقال إلى المملكة طمعًا في الرواتب المجزية ومزاملة نجوم كبار بحجم كريستيانو رونالدو، ساديو ماني، رياض محرز، نيمار، كريم بنزيما وغيرهم.
معركة انتصرت فيها السعودية باكتساح
لا يخفى على الجميع أن الاتحاد الأوروبي بقيادة تشيفيرين أكبر عدو لتجربة السعودية في الارتقاء بمسابقة كرة القدم إلى مزاحمة الدوريات الكبرى، لكنه تلقى ضربات مدمرة لتوقعاته بفشل دوري روشن، الذي وصفه بأنه سيكون دوري العواجيز واللاعبين الذين يريدون كسب أموال في نهاية مسيرتهم، بعدما حافظت السعودية على سياستها القوية في التعاقدات بل وانتقلت إلى مرحلة أخطر على أندية أوروبا وتعاقدت مع مواهب واعدة وألزمت أنديتها بضم محترفين من صغار السن.
هذا الانتصار الساحق بالتأكيد يشكل خطرًا كبيرًا على اليويفا ومسابقاته، حيث تحقق السعودية مكاسب كل يوم جراء خطوة التعاقد مع النجوم الشباب، من خلال الارتقاء بمستوى المنافسة وتدمير نظرية دوري "العواجيز"، بل ودفع العشرات من النجوم الناشطين في أنديتهم لتركها والانضمام إلى هذا الدوري الصاعد بسرعة الصاروخ.
فعل سبيل المثال، أندية مثل آرسنال، توتنهام وتشيلسي كانت تفكر في الميركاتو الأخير بضم مهاجم قوي، وتنافسوا جميعًا على إيفان توني مهاجم برينتفورد السابق، لكن في النهاية دعم صندوق الاستثمار النادي الأهلي السعودي لينتقل اللاعب في النهاية إلى "الراقي" ويترك كبار البريميرليج في حسرة خسارة صفقة مهمة، وهذا الأمر تكرر مع كثير من اللاعبين والأندية الأوروبية.
إذن لا مجال للشك أن السعودية انتصرت على مزاعم تشيفيرين ونجحت في وضعه على خريطة عالمية، بدليل أن دوري روشن يبث على أكثر من 170 قناة عالمية ليغطي 130 إقليمًا، وبات جاذبًا لعقود الرعاية والاستثمار.
تشيفيرين أفضل مورد نجوم للدوري السعودي
الحقيقة أن رئيس الاتحاد الأوروبي الذي ظل يحارب تجربة الدوري السعودي في مهدها، تحول بفضل أطماعه وسياسات إداراته الباحثة فقط عن الأموال إلى أهم عميل لتوريد نجوم الصف الأول في أوروبا إلى المملكة! كيف ذلك؟
كما ذكرنا مسبقًا، لن يكون أمام اللاعبين الكبار في أوروبا ملاذًا من كم المباريات والمواسم المتلاحمة، إلا بالرحيل إلى السعودية، حيث الشهرة المقبولة والأموال المغرية وحجم المنافسة المعقول، ووقتها سيعض تشيفيرين ومعلمه إنفانتينو أصابعهم من الندم بسبب الورطة التي وقعوا فيها.
ومن المتوقع أن يظهر ذلك بشكل جلي في موسم الانتقالات الصيفية المقبلة، خصوصًا أن صندوق الاستثمارات يسير بخطوات ثابتة في هذا الملف ويرفض التراجع عن التعاقدات القوية بل ويريد المزيد، حتى أن عمر مغربل، الرئيس التنفيذي للدوري السعودي للمحترفين، أكد في مقابلة مع صحيفة "ماركا" أن بلاده تستهدف وضع دوري روشن، ضمن أفضل 5 دوريات على مستوى العالم في وقت قياسي.
وظهرت قوة هذا المسؤول عندما سئل: "هل من الممكن جلب فينيسيوس أو مبابي للسعودية في المستقبل؟"، ليرد قائلًا: "فكرتنا الأساسية هي الاستمرار في التعاقد مع النجوم وأعتقد أن كل شيء ممكن. ما كان مستحيلًا جعلناه ممكنًا. أنت لا تعرف أبدًا ما يمكن أن يحدث".
إعلان